قصيدة للأم بعنوان الأم وابنها

أغرى امرئ يوماً غلاماً جاهلاً
................................. بنقوده كيما ينال به الوطر
قـال ائتني بفــؤاد أمـك يـــا فتى
............................... ولك الدراهم والجواهر والدرر
فمضى وأغرز خنجراً في صدرها
................................. والقلب أخرجه وعاد على الأثر
لـكنـه من فرط سرعـتــه هوى
..................................فتدحرج القلب المعفر إذ عثر
نــــــاداه قلب الأم وهـو معــفـــر
............................... ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر؟!!
فكأن هذا الصوت رغم حنوه
............................. غضب السماء على الولد قد انهمر

ويقول ياقلب انتقم مني ولا
.................................. تغفر فإن جريمتي لا تغتفر
واستل خنجره ليطعن قلبه
.................................طعناً فيبقى عبرة لمن اعتبر
ناداه صوت الأم كف يداً ولا تطعن
..................................... فؤادي مرتين على الأثر

وهذا رابط لمن يريد الاستماع إليها بصوت المنشد أبوعمار (ياسرفاروق) وأنصحكم بسماعها لأنها مؤثرة جدا

http://www.islamway.com/?iw_s=Nasheed&iw_a=view_nasheed&song_id=1292

هذه القصيدة ليست للام وانما لوجع القلب

1ـ أغرى امرؤ يوما غلاما جاهلا... بنقوده كيما ينال به الوطر
امرؤ يوما بالتنكير الشخصي والزمني ليدل على عموم العبرة لكل إنسان من هذا الموقف المهيب الآتي بعد ، فهو ليس خاصا بأحد معين
غلاما جاهلا : كناية عن السذاجة وانعدام الخبرة (وسر جمالها الإتيان بالمعنى مصحوبا بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم)

2ـ قال: ائتني بفؤاد أمك يا فتى ... ولك الدراهم والجواهر والدرر
ائتني بفؤاد أمك : استعارة مكنية حيث صور قلب الأم بشيء مادي يمكن الإتيان به ، وفيه كناية عن إرادة قتلها والقضاء عليها
يا فتى : نداء للاستخفاف
ولك .............: قصر بالتقديم والتأخير يفيد التوكيد والتخصيص .
وفيه كناية عن عظيم المكافأة في نظر الغلام
3ـ فمضى وأغرز خنجرا في صدرها.. والقلب أخرجه وعاد على الاثر
أغرز خنجرا في صدرها : كناية عن صفة الوحشية ؛ إذ لم تتغير عاطفة الغلام عند رؤية أمه ، أو كناية عن السذاجة الزائدة التي تجعل الغلام يقتل أمه لمجرد المكافأة .
عاد على الأثر : كناية عن السرعة الشديدة التي لم يكن معها وقت استغرقه في جريمته ، بل عاد ولم يكن أثره في الطريق قد زال بعد من كثرة المارين !!
4ـ لكنه من فرط سرعته هوى .... فتدحرج القلب المعفر إذ عثر
من فرط سرعته : تعليل لسقوطه الآتي بعد ،
فتدحرج : نتيجة لهذا السقوط ودليل على مدى قبح فعله بأمه

5ـ ناداه قلب الأم وهو معفر ... ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر ؟
ناداه قلب الأم : استعارة مكنية حيث صور قلب أمه بالشخص الذي ينادي ،
وقال قلب الأم ولم يقل قلب أمه ليدل على أن الحنان صفة راسخة في قلب أي أمٍّ مهما فعل بهن الأبناء
وهو معفر: بيان لحال قلب الأم وما فعله به الغلام الآثم ، وفيه ما فيه من استثارة العطف والبر الواجب بأي أم في كل وقت ومكان .
ولدي حبيبي : امتداد للصورة السابقة حيث صور القلب إنسانا ينادي على ابنه ويخاف عليه وسر جمالها التشخيص ، والوصف ب"حبيبي " يدل على فرط الحب للولد من الأم مهما عمل بها من سوء
هل أصابك من ضرر؟ : استفهام يوحي بالخوف والرهبة من أن يكون مكروه حصل للولد ، والجر بحرف الجر من الزائد للتوكيد والعموم فقلب الأم يخاف من أي ضرر يصيب الولد مهما كان ويفديه بنفسه إن استطاع
6ـ فكأن هذا الصوت رغم حنوه... غضب السماء به على الولد انهمر
فكأن هذا الصوت ....غضب السماء : تشبيه لصوت قلب الأم في أذن الفتى التائب بغضب الله حط عليه كالصاعقة وأكثر.
رغم حنوه : كناية عن استقبال الفتى لصوت قلب أمه بتوبة وندم جعله يؤنب نفسه على ما فعل إذ قوبل فعله الشنيع بعطف وحنان
به على الولد انهمر : استعارة مكنية تصور غضب السماء بالسيول المنهمرة من السماء ، وفيه قصر بالتقديم والتأخير يدل على أن هذا الغضب جاء يخص الله به هذا الولد فقط لما فعله بأمه
غضب السماء : استعارة مكنية تصور السماء بأنها تغضب ، وفيه كناية عن مدى قبح وشناعة وفظاعة فعل الولد
8ـ فارتد نحو القلب يغسله بما ... أجرت دموع العين من سيل العبر
يغسله بما أجرت دموع العين : استعارة مكنية حيث شبه دموع العين بماء يغسل بها قلب أمه وفيها كناية عن الندم والتوبة
سيل العبر : استعارة مكنية حيث صور العبر التي تعلمناها مما فعل هذا الولد بالسيول لكثرتها وسر جمالها التجسيم
أجرت دموع العين من سيل العبر : استعارة مكنية حيث صور الدموع بالسيول التي جرت ندما على قبح أفعاله بأمه
9ـ ويقول يا قلب انتقم مني ولا .... تغفر فإن جريمتي لا تغتفر
ياقلب : نداء للتحسر ، وفيه استعارة مكنية تصور القلب إنسانا ينادى عليه ويستجيب
انتقم مني : امتداد للصورة وفيه كناية عن الندم على ما فعل
لا تغفر : امتداد للصورة حيث صور القلب إنسانا يطلب منه ألا يغفر جريمته في حقه

11ـ فاستل خنجره ليقتل نفسه... طعنا فيبقى عبرة لمن اعتبر
البيت كله كناية عن الندم الشديد الذي شمل الفتى من جراء ما فعل بقلب أمه
12ـ ناداه قلب الام كف يدا ولا ... تذبح فؤادي مرتين على الاثر
ناداه قلب الأ م : استعارة مكنية حيث صور القلب إنسانا ينادي على ولده وسر جمالها التشخيص
كف يدا : امتداد للصورة ، وهو أمر لإظهار العطف
لا تذبح : نهي للاستعطاف وفيهما كناية عن مدى التضحية التي تتحلى بها كل أم تجاه أولادها مهما بدر منهم بحقها
لا تذبح فؤادي مرتين على الأثر : امتداد للصورة ، وفيها كناية عن أن أي أم لا يهمها نفسها بقدر ما يهما أولادها .